عكرمة، وكان ذلك لقوم إبراهيم وموسى، فأما هذه الأمة: فلهم ما سعى غيرهم نيابة عنهم، ومن قال: إنه غير منسوخ الحكم، قال: الآية تدل على منع النيابة في الطاعات، إلا ما قام عليه الدليل كالحج.
وهو أن امرأة قالت لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن إبي مات، ولم يحج.
قال: «فحجي عنه» .
{وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى {40} ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى {41} وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى {42} وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى {43} وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا {44} وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى {45} مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى {46} وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى {47} وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى {48} وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى {49} وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى {50} وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى {51} وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى {52} وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى {53} فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى {54} فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى {55} هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الأُولَى {56} أَزِفَتِ الآزِفَةُ {57} لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ {58} أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ {59} وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ {60} وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ {61} فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا {62} } [النجم: 40-62] .
{وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} [النجم: 40] يوم القيامة في منزلته، من أريته الشيء.
ثم يجزاه يجزى الإنسان سعيه، يقال: جزيت فلانًا سعيه.
يتعدى إلى مفعولين، الجزاء الأوفى الأكمل الأتم.
{وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} [النجم: 42] منتهى العباد، ومرجعهم إليه.
{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم: 43] هذا يدل على أن كل ما يعمله الإنسان فبقضاء الله وقدره، حتى الضحك والبكاء، قال الكلبي: أضحك أهل الجنة، وأبكى أهل النار.
وقال الضحاك: أضحك الأرض بالنبات، وأبكى السماء بالمطر.
{وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ} [النجم: 44] في الدنيا، وأحيا بالبعث.
{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ} [النجم: 45] الصنفين، الذكر والأنثى من كل حيوان.
{مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى} [النجم: 46] تصب في الرحم.
{وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى} [النجم: 47] الخلق الثاني للبعث يوم القيامة.
{وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى} [النجم: 48] الناس، بالأموال ومولهم، وأقنى أعطى القنية، وأصول الأموال، وما يدخرونه بعد الكفاية، وقال مقاتل، ومجاهد: أقنى: قنع، ورضي بما أعطى الفقير.
{وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} [النجم: 49] وهو كوكب خلف الجوزاء، كانت خزاعة تعبدها، فقال الله تعالى: أنا رب الشعرى