الله.
{وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا} [الصافات: 36] أنترك عبادتها، لشاعر مجنون يعنون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فرد الله عليهم بقوله: بل أي: ليس الأمر ما على ما قالوه، جاء محمد، بالحق بالقرآن والتوحيد، وصدق المرسلين الذين كانوا قبله، أي: إنما أتى بما أتى به من قبله من الرسل.
{إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الأَلِيمِ {38} وَمَا تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {39} إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ {40} أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ {41} فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ {42} فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ {43} عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ {44} يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ {45} بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ {46} لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ {47} وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ {48} كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ {49} } [الصافات: 38-49] {إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الأَلِيمِ {38} وَمَا تُجْزَوْنَ} [الصافات: 38-39] في الآخرة، {إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الصافات: 39] في الدنيا من الشرك.
ثم استثنى المؤمنين، فقال: {إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} [الصافات: 40] يعني الموحدين.
{أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ} [الصافات: 41] على مقدار غدوة وعشية، قال قتادة: الرزق المعلوم الجنة.
وقال غيره: هو ما ذكره في قوله: فواكه وهي جمع الفاكهة، وهي الثمار كلها، رطبها ويابسها، وهم مكرمون بثواب الله.
على سرر جمع سرير، متقابلين لا يرى بعضهم قفا بعض.
{يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ} [الصافات: 45] وهي الإناء بما فيه، من معين من خمر ظاهر تراه العيون في الأنهار.
بيضاء قال الحسن: خمر الجنة أشد بياضا من اللبن.
لذة لذيذة، يقال: شراب لذ ولذيذ.
للشاربين الذين يشربونها.
{لا فِيهَا غَوْلٌ} [الصافات: 47] لا تغتال عقولهم فتذهب بها، ولا يصيبهم منها وجع في البطن ولا في الرأس، ويقال للوجع غول لأنه يؤدي إلى الهلاك.
{وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} [الصافات: 47] لا يسكرون، يقال: نزف الرجل فهو منزوف ونزيف إذا سكر، ومن كسر الزاي، فقال الزجاج: له معنيان، يقال: أنزف الرجل إذا فنيت خمره، وأنزف إذا ذهب عقله من السكر، فتحمل هذه القراءة على معنى لا ينفد شرابهم لزيادة الفائدة.
{وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} [الصافات: 48] أي: نساء قصرن طرفهن على أزواجهن فلا تردن غيرهم، والقصر معناه الحبس، عين حسان الأعين.
{كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} [الصافات: 49] مصون مستور، قال الحسن، وابن زيد: شبهن ببيض النعام، تكنها بالريش من الريح والغبار، فلونها أبيض في صفرة، وهذا أحسن ألوان النساء، وهو أن تكون المرأة بيضاء مشربة بصفرة.
قال المبرد: والعرب تشبه المرأة الناعمة في بياضها وحسن لونها ببيضة النعامة.
{فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ {50} قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ {51} يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ {52} أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ {53} قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ {54} فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ {55} قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ {56} وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ {57} أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ {58} إِلا مَوْتَتَنَا الأُولَى