بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 197] قال الزجاج: أن يعلمه اسم كان وآية خبره، والمعنى: أو لم يكن لهم علم علماء بني إسرائيل، أن محمدا نبي حق، علامة ودلالة على نبوته، لأن العلماء الذين آمنوا من بني إسرائيل كانوا يخبرون بوجود ذكره في كتبهم.

قال عطية: وكانوا خمسة: عبد الله بن سلام، وابن يامين، وثعلبة، وأسد، وأسيد.

وقرأ ابن عامر تكن بالتاء رفعا، قال الفراء، والزجاج: جعل آية هي الاسم، وأن يعلمه خبر تكن.

{وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ} [الشعراء: 198] يقول: لو نزلنا القرآن على رجل ليس بعربي اللسان.

{فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ} [الشعراء: 199] بغير لغة العرب ما آمنوا به، وقالوا: ما نفقة هذا.

فذلك قوله: {مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 199] .

ثم ذكر سبب تركهم الإيمان، فقال: {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ {200} لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ {201} فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ {202} فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ {203} أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ {204} أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ {205} ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ {206} مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ {207} وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلا لَهَا مُنْذِرُونَ {208} ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ {209} } [الشعراء: 200-209] {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} [الشعراء: 200] قال ابن عباس، والحسن، وغيرها: سلك الشرك والتكذيب في قلوب المجرمين.

قال مقاتل: يعني مشركي مكة، أخبر الله أنه أدخل الشرك وجعله في قلوبهم، فلم يؤمنوا إلا عند نزول العذاب حين لم ينفعهم.

وهو قوله: {لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ} [الشعراء: 201] يعني عند الموت.

{فَيَأْتِيَهُمْ} [الشعراء: 202] يعني العذاب، {بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} [الشعراء: 202] به في الدنيا، فيتمنى الرجعة والنظرة.

وهو قوله: {فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ} [الشعراء: 203] أي: لنؤمن ولنصدق، قال مقاتل: فلما أوعدهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعذاب، قالوا: فمتى العذاب؟ تكذيبا به.

فقال الله تعالى: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ {204} أَفَرَأَيْتَ} [الشعراء: 204-205] يا محمد، {إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ} [الشعراء: 205] يعني: كفار مكة {سِنِينَ} [الشعراء: 205] قال عطاء: يريد منذ أن خلق الله الدنيا إلى أن تنقضي.

وقال الكلبي: يعني مدة أعمارهم.

{ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ} [الشعراء: 206] من العذاب.

{مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} [الشعراء: 207] به في تلك السنين، المعنى أنهم، وإن طال تمتعهم بنعيم الدنيا، فإذا أتاهم العذاب، لم يغن طول التمتع عنهما شيئا، ويكونوا كأنهم لم يكونوا في نعيم قط.

{وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ} [الشعراء: 208] بالعذاب في الدنيا، {إِلا لَهَا مُنْذِرُونَ} [الشعراء: 208] يعني: ولا ينذرونهم بالعذاب أنه نازل بهم.

{ذِكْرَى} [الشعراء: 209] موعظة وتذكيرا، {وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ} [الشعراء: 209] فنعذب على غير ذنب، ونعاقب من غير تذكير وإنذار.

{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ {210} وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ {211} إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ {212} } [الشعراء: 210-212] {

طور بواسطة نورين ميديا © 2015