مقابلة، واختاره أبو علي الفارسي، فقال: إذا حملته على المعاينة كان القبيل مصدرا كالنذير والنكير، ويدل على صحة هذا المعنى قوله: {لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا} [الفرقان: 21] .

وقال عطاء، ومجاهد: فوجا فوجا.

وكل جنس من الناس قبيل، ذكرنا ذلك فِي قوله: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ} [الأعراف: 27] .

وقوله: {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ} [الإسراء: 93] قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والسدي: من ذهب.

قال الزجاج: أصل الزخرف فِي اللغة الزينة، ولا شيء فِي تحسين البيت وتزيينه كالذهب، وكان فيما اقترحوا عليه أن يكون له قصور من ذهب.

وقوله: {أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ} [الإسراء: 93] يقال: رقيت أرقى رقيا ورقيا.

قال عبد الله بن أبي أمية: لا أومن بك يا محمد حتى تتخذ إلى السماء سلما، ثم ترقى فِيهِ، وأنا أنظر، حتى تأتيها، وتأتي بنسخة منشورة معك، ونفر من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول.

وهو قوله: {وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ} [الإسراء: 93] قال ابن عباس: كتابا من عند رب العالمين إلى فلان وفلان، يصبح عند كل رجل منا يقرؤه.

قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سبحان ربي وقرئ {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي} [الإسراء: 93] على الأمر له بأن يقول سبحان ربي، قال ابن عباس: عظم وكرم.

{هَلْ كُنْتُ إِلا بَشَرًا رَسُولا} [الإسراء: 93] أي أن هذه الأشياء ليست فِي قوى البشر أن يأتوا بها، فلا وجه لطلبكم مني مع أني بشر.

قوله: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولا {94} قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولا {95} قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا {96} وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا {97} ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا {98} أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلا لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلا كُفُورًا {99} } [الإسراء: 94-99] {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ} [الإسراء: 94] قال ابن عباس: يريد أهل مكة.

أن يؤمنوا أي: الإيمان والتصديق، {إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى} [الإسراء: 94]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015