خِلالَهَا تَفْجِيرًا {91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلا {92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلا بَشَرًا رَسُولا {93} } [الإسراء: 88-93] {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ} [الإسراء: 88] الآية، قال المفسرون: هذا تكذيب للنضر بن الحارث، حيث قال: لو شئنا لقلنا مثل هذا.
وقال مقاتل: وإن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحداهم أولا، فقال: {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ} [هود: 13] فعجزوا عن ذلك، فتحداهم، فقال: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة: 23] فعجزوا، فآيسهم الله عن معارضته بمثل ما أتى به فِي هذه الآية، والمثل الذي طلب منهم كلام له نظم كنظم القرآن فِي أعلى طبقات البلاغة، وقوله: {وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: 88] الظهير: المعين المظاهر لك.
قال ابن عباس: يريد معينا مثل ما يتعاون الشعراء على بيت شعر فيقيمونه.
قوله: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْءَانِ} [الإسراء: 89] تقدم تفسيره فِي هذه ال { [، وقوله:] مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} [سورة الإسراء: 89] أي: من الأمثال التي يجب بها الاعتبار، {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ} [الإسراء: 89] يعني أكثر أهل مكة، إلا كفورا جحودا للحق وإنكارا، وذلك أنهم أنكروا القرآن بعد قيام الحجة عليهم، واقترحوا من الآيات ما ليس لهم، وهو قوله: وقالوا يعني رؤساء مكة، {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ} [الإسراء: 90] لن نصدقك، {حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا} [الإسراء: 90] وقرى تفجر بالتخفيف، يقال: فجرت الماء فجرا، وفجرته تفجيرا، والينبوع عين ينبع منها الماء، وذلك أنهم سألوا أن يجري لهم نهرا كأنهار الشام والعراق.
{أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ} [الإسراء: 91] هذا أيضا كان فيما اقترحوا عليه، {فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ} [الإسراء: 91] تفتحها وتجريها، خلالها وسط تلك الجنة.
{أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ} [الإسراء: 92] قالوا له: أسقط السماء علينا.
قال ابن عباس: يعنون العذاب.
كما زعمت أن ربك إن شاء فعل، وقوله: كسفا جمع كسفة، وهي القطعة، والكسف القطع، ويجوز أن يكون الكسف الشيء المقطوع، كقوله: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ} [الطور: 44] ومن فتح السين فهو جمع كسفة أيضا مثل قطعة وقطع، قال ابن عباس: كسفا قطعا.
ومن سكن السين، فمعناه: أسقط السماء علينا قطعة واحدة، وقوله: {أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلا} [الإسراء: 92] قال قتادة، والضحاك: عيانا.
والمعنى: تأتي بهم حتى نراهم