الاستواء التدبير، كما أن أصل القيام الانتصاب، ثم يقال: قائم بالتدبير، والمعنى ثم استوى على العرش بالتدبير للأجسام التي خلقها، وثم تدل على حدوث التدبير، {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} [الرعد: 2] ذللهما لما يراد منهما {كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى} [الرعد: 2] إلى وقت معلوم، وهو فناء الدنيا، يدبر الأمر يصرفه بحكمته، {يُفَصِّلُ الآيَاتِ} [الرعد: 2] يبين الآيات التي تدل على قدرته على البعث، {لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} [الرعد: 2] قال ابن عباس: لكي توقنوا بالبعث، وتتعلموا أنه لا إله غيري.
{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ} [الرعد: 3] قال الفراء: بسطها طولا وعرضا.
{وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ} [الرعد: 3] جبالا ثوابت، قال ابن عباس: أوتدها بالجبال.
{وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [الرعد: 3] لونين: حلوا، وحامضا.
{يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ} [الرعد: 3] ذكرناه في { [الأعراف،] إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة الرعد: 3] أعلم الله أن ما ذكر من هذه الأشياء فيه برهان وعلامات لمن تفكر في قدرة الله، ثم زاد، فقال: {وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} [الرعد: 4] أي: متدانية متقاربة، {وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ} [الرعد: 4] يعني بساتين فيها نخيل وكروم، ومن قرأ وزرع ونخيل بالضم حملها على قوله: وفي الأرض، ولم يحملها على الجنات، وقوله: {صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} [الرعد: 4] من صفة النخيل، قال أبو عبيدة: الصنوان جمع صنو، وهو أن يكون الأصل واحدا ثم يتفرع، فيصير نخيلا ثم يحملن.
وهذا قول جميع أهل اللغة والتفسير، قال ابن عباس: صنوان ما كان من نخلتين، أو ثلاث أو أكثر، أصلهن واحد، وغير صنوان: يريد المتفرق الذي لا يجمعه أصل واحد.
484 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أنا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَطَرٍ، أنا أَبُو خَلِيفَةَ، أنا الْوَلِيدُ، وَالْحَوْضِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالُوا:، نا شُعْبَةُ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: الصِّنْوَانُ: النَّخْلَةُ يَكُونُ حَوْلَهَا النَّخْلاتِ، وَغَيْرُ صِنْوَانٍ: النَّخْلُ الْمُتَفَرِّقُ
وروى القواس، عن حفص صنوان بضم الصاد جعله مثل