والإرشاد والتوجيه، والإخلاص في العمل وبناء العقيدة الراسخة في النفوس. قال الله تعالى مبينا هذه الخطوات البناءة لإصلاح الفرد والجماعة:
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (16) ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ (17) إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18)
«1» «2» [التوبة: 9/ 16- 18] .
تضمنت الآيات الكريمة طريق الحفاظ على كيان الأمة وصدّ عدوان المعتدين عليها، وبناء شخصيات المؤمنين بروحانية عالية ومعنويات رفيعة بالصلاة والزكاة، ليظفروا بجنان الخلد، وينعموا بالهداية والرشاد.
ليعلم المؤمنون أن الجهاد طريق الجنة، ولن يصح في موازين الأشياء ترك جماعة المسلمين من دون تمحيص ولا اختبار، ففي الجهاد يتبين أهل العزم والإخلاص الذين يجاهدون بالأموال والأنفس، ولم يتخذوا بطانة (أمناء سر) من الأعداء، يسرّون إليهم بأحوال المسلمين وأمورهم وأسرارهم، بل هم في الظاهر والباطن على النصح لله ولرسوله، وبه يتميزون عن المنافقين الذين يطلعون الأعداء على أسرار الأمة وسياستها وخططها، فلا بد من اختبار أهل الإيمان في عالم الدنيا، ولا سيما عند فرض القتال وفي كل شؤون الحياة، كما جاء في آية أخرى: الم (?) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ «3» (?) [العنكبوت: 29/ 1- 2] .
والله خبير في كل وقت بأعمالكم أيها الناس، فيجازيكم عليها، ومن المعلوم أن