فأطاعوه فيما أمر، وتركوا ما عنه زجر، إذا ألمت بهم لمة من الشيطان، تذكروا ما أمر الله به ونهى عنه، وذكروا عقاب الله وجزيل ثوابه، ووعده ووعيده، فأبصروا السداد، وعرفوا الحق والخير، فإذا هم مبصرون عارفون طريق الحق والخير.
ثم أخبر الله تعالى عن مدى تأثير الشيطان على الجاهلين المفسدين: وهو أن إخوان الشياطين الذين ليسوا بمتقين يمدهم الشياطين في الضلال، ويتمكنون من إغوائهم، ولا يقصرون أبدا في حملهم على المعصية ولا يكفّون عن إفسادهم. حمانا الله من الشرور وحفظنا من إغواء الشيطان.
القرآن الكريم كلام الله المنزل على قلب نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم، لبيان الأحكام والشرائع والآداب، فهو وحي إلهي لا يجوز ولا يقبل بحال من الأحوال التعديل فيه، أو اختيار شيء منه دون باقيه، وإنما يجب التزامه والإصغاء لتلاوته والتدبر في معانيه، وتعظيمه، كتعظيم الله تعالى في ذكره وتسبيحه وتحميده كما يفعل الملائكة الكرام أمام الحق تعالى في العبادة والتقديس، قال الله تعالى مبينا هذه الخصائص:
وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203) وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ (205) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)
«1» «2» «3» «4» «5» [الأعراف: 7/ 203- 206] .