الحفاظ على الرابطة الزوجية: فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ [البقرة: 2/ 229] .
والفضيلة الثالثة- الإعراض عن الجاهلين: وهو حكم مترتب محكم مستمر في الناس ما بقوا، وهو قول جمهور العلماء كما ذكر ابن عطية في تفسيره. ويكون الإعراض عن الجهلة بعدم مقابلة السفهاء والجهال بمثل فعلهم، وترك معاشرتهم وصيانة النفس عنهم، وعدم مماراتهم والحلم معهم، والصبر على سوء أخلاقهم والغض عن إساءاتهم. فإذا تكلم الجاهل الأحمق بما يسوء الإنسان، فليعرض عنه، ويقابله بالعفو والصفح، عملا بقوله تعالى في وصف المؤمنين: وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 3/ 134] وقوله تعالى في فضيلة العفو: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ [البقرة: 2/ 237] .
هذه المبادئ الثلاثة هي أصول الفضائل ومكارم الأخلاق فيما يتعلق بمعاملة الإنسان مع الآخرين،
قال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه: أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام بمكارم الأخلاق، وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها.
ثم ذكر الله تعالى وصية أخرى لنبيه تعم جميع أمته أيضا رجلا رجلا، تناسب فضيلة الإعراض عن الجاهلين السفهاء، وهي الأمر بالاستعاذة من الشياطين، تجنبا للوقوع في مفاسدهم وشرورهم. ومعنى وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ [فصلت: 41/ 36] أي إما يعرض لك الشيطان بوسوسته، والنزغ: حركة فيها فساد، كالغضب والشهوة، فعليك بالتحصن من الشيطان باللجوء إلى الله وطلب النجاة منه، والاستجارة بالله من نزغه، وذكر الله في القلب واللسان، فيصرف عنك وسواس الشيطان، والله سميع للقول من جهل الجاهلين، والاستعاذة بالله من نزغ الشيطان وغير ذلك من كلام الخلق، وهو عليم بالفعل وبما يذهب عنك نزغ الشيطان وأمور الخلق.
وطريق التخلص من وساوس الشيطان هو ما ذكر الله: إن الذين اتقوا الله