ليست النجاة بين يدي الله عز وجل بالمال أو الجاه، أو العلم، أو الابتكار، أو العمل الدنيوي المحض، أو غير ذلك من زخاف الحياة، ومظاهر العيش التي يتنافس فيها الناس، ويحرصون عليها، وإنما النجاة بين يدي الله إما بموقف كريم يعتمد على قاعدة الإيمان الصحيح بالله ورسوله، وإما بأصول أربعة هي: جسر النجاة في الموازين الإلهية، ألا وهي الإيمان الثابت، والعمل الصالح، والتواصي بالتزام الحق والعدل والخير، والتواصي بالصبر على الطاعة وعلى مصائب الدنيا، وهذا ما حكم به الله سبحانه في سورة العصر المكية عند الأكثرين:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَصْرِ (?) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (?) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (?)
«1» «2» «3» «4» [العصر: 103/ 1- 3] .
هذه سورة جامعة لأصول الخير والنجاة عند الله تعالى، قال الإمام الشافعي رحمه الله: لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم، لو لم ينزل غير هذه السورة لكفت الناس، لأنها شملت جميع علوم القرآن.
وأخرج الطبراني في الأوسط، والبيهقي في الشعب عن أبي حذيفة- وكانت له