من قواطع الأحكام الإلهية أن الثواب للمؤمنين حق وحتم، والعقاب للكافرين حق وحتم، إنصافا للخلائق، واحتراما للمبادئ، ومصداقية مع الشرائع، وكان من فضل الله ورحمته أن أخبرنا عن أمثلة لعذاب الكفار في الدنيا، ليرتدع الفاجر ويؤمن الكافر، ولكن الإنسان يهمل العبر والمواعظ، ويتعجل الأمور، فإذا أنعم الله عليه نعمة دائمة رضي واطمأن، وإذا حجب الله عنه نعمة أو نزلت به فاقة أو مصيبة، جزع ونقم، وهذا واضح من طبع الإنسان في الدنيا، كما تخبر به الآيات الآتية في مطلع سورة الفجر المكية عند جمهور المفسرين:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْفَجْرِ (?) وَلَيالٍ عَشْرٍ (?) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (?) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (?)
هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (?) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ (?) إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ (?) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ (?) وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ (?)
وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ (?) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (?) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ (?) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (?) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (?)
فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (?) وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ (16)
«1» «2» «3» «4» «5» «6» «7» «8» «9» «10» «11» «12» «13» «14» «15»