لا تكاد تجد سورة مكية (أي نزلت في مكة قبل الهجرة) إلا وفيها حديث عن البعث، إما بالإثبات وغرس اليقين حوله، بالقسم أو بإيراد أدلة عقلية وحسية على إمكانه، وإما بوصف أهواله ومخاوفه وآثاره الخطيرة التي تنحصر في شيئين: دخول الجنان أو الزج بالنيران، لأن التشريع المكي عني غالبا بالعقائد، وأهمها توحيد الله ونبذ الشرك، وإثبات النبوة أو الرسالة والوحي، ووقوع القيامة، ووصف القيامة رهيب كما في مطلع سورة النبأ المكية اتفاقا:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عَمَّ يَتَساءَلُونَ (?) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (?) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (?) كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (?)
ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (?) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (?) وَالْجِبالَ أَوْتاداً (?) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (?) وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (?)
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً (?) وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (?) وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً (?) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (?) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (?)
لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً (16)
«1» «2» «3» «4» «5» «6» «7» «8» «9» «10» «11» «12» «13» «14» [النبأ: 78/ 1- 16] .