سبل التعاون الإنساني البناء وتحقيق التكافل الاجتماعي الواجب عقلا ودينا وقانونا، وإن البخل والشح داء مدمر للأمة، ومعوق نهضتها، ومقوض بنية عزتها وكرامتها.
الحياة الإنسانية مدرسة كبري، وميدان لتسابق الأعمال الخيرية، والتنافس الشريف، والعمل والعطاء، والبذل والبناء، ولا بد من طي صحيفة العمر الإنساني بالأجل المحتوم والموت المحقق، فمن عمل خيرا سعد في الدنيا والآخرة، ومن قصّر في واجبه كان مغرورا مخدوعا. ولا تخلو الحياة من مصاعب ومشاق، ومحن وبلايا، ومصائب وفتن في الأموال والأنفس، ويتعرض أهل الإيمان لحملة مكثّفة دائمة وسلسلة من ألوان الأذى والشر، ولكن لا بد من صبر واعتماد على الله، مقدّر الأشياء، والفعال لما يريد.
لذا حذر القرآن الكريم من تفويت الفرصة قبل مفاجأة الموت، فقال الله تعالى:
كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ (185) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186)
«1» «2» [آل عمران: 3/ 185- 186] .
هذه الآيات الكريمات وعظ للنبي صلّى الله عليه وسلّم ولأمته في شأن الدنيا وأهلها، ووعد كريم