كرّم الله تعالى أهل الإيمان بأنواع متعددة من التكريم والتشريف، سواء في الدنيا أو في الآخرة، ومن ذلك أن الملائكة حملة العرش والذين هم حول العرش وهم أفضل الملائكة يستغفرون للمؤمنين، ويسألون الله تبارك وتعالى لهم الجنة والرحمة.
وما أحوج الإنسان إلى رحمة الله وفضله!! وما أكرم المؤمن الذي يحظى بدعاء الملائكة، وبقبول الله لهذا الدعاء المخلص المجاب من رب العزة، كما جاء في بعض الآيات: كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلًا [الفرقان: 25/ 16] . أي سألته الملائكة فأجيبوا.
وجاء تفسير مجمل هذا الدعاء في آية أخرى: وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ [الشورى:
42/ 5] . وهذا الدعاء والتكريم الملائكي للمؤمنين: هو مضمون الآيات الآتية:
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)
[غافر: 40/ 7- 9] .
المعنى: إن الملائكة حملة العرش ومن حول العرش وهم الكروبيون أفضل الملائكة ينزهون الله تعالى عن جميع النقائص، ويحمدونه على نعمه البالغة، ويصدّقون بوجود الله ووحدانيته، ولا يتكبرون إطلاقا عن عبادته، ويطلبون المغفرة السابغة للذين آمنوا بالله وبالغيب، لا للذين كفروا بالله ومغيباته، إذ لا يجوز الاستغفار للكفار إلا بمعنى طلب هدايتهم والمغفرة لهم بعد ذلك، كاستغفار إبراهيم عليه السّلام لأبيه.
واستغفار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للمنافقين: معناه أن يهديهم الله ثم يستقيموا.