الإله الجبار القهار لكل شيء سواه، وهو مالك جميع السماوات والأرض وما بينهما من المخلوقات، والمدبر لها والمتصرف في شؤونها، وهو القوي العزيز الغالب الذي لا يغلب ولا يقهر، وإنما يغلب كل ما سواه، وهو غفار الذنوب لمن أطاعه والتجأ إليه.
والتصديق بالقرآن وبوعد الله نجاة، والتكذيب به هلكة وخسران وضياع.
ثم توعد الله المخالفين أمر الله والرسول، المعرضين عن القرآن، فقل أيها الرسول للمشركين: إن هذا الذي أخبرتكم به من كوني رسولا منذرا، وأن الله واحد لا شريك له، وأن القرآن كلام الله ووحيه أنزله علي: هو خبر عظيم خطير، لكنكم أنتم معرضون عما أقول، لا تتفكرون فيه. وفي هذا توبيخ شديد لهم وتقريع، لإعراضهم عن دعوة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم.
والنبأ في كلام العرب: بمعنى الخبر، والقرآن: أوثق الأخبار وأعظمها. ثم أخبر الله تعالى بما يدل على نبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم، ومضمون الخبر: الإعلان من النبي: أنه لم يكن له قبل الوحي القرآني أي علم بأحوال الملأ الأعلى، وما دار بينهم حين اختلفوا في شأن آدم عليه السّلام وذريته، وجعلهم في الأرض، وامتناع إبليس عن السجود له، فلولا الوحي لم يكن النبي يعلم بتلك الغيبيات. فالدليل على صدق هذا النبي: أنه يخبر قومه بغيوب ومعلومات قديمة لم تأت إلا من عند الله تعالى، ومنها أنه لم يكن له علم بالملإ الأعلى وقت خصومتهم في شأن آدم عليه السّلام، لولا أن الله تعالى أخبره بذلك.
والملأ الأعلى هنا: الملائكة أشراف الخلق عدا البشر.
ومما أوحى الله لنبيه أن يخبر قومه: أنه ما يوحى إليه إلا للإنذار الواضح، والتبليغ البيّن القاطع، لا لأمر آخر من تسلط أو ملك، أو تحقيق أي مصلحة أخرى.
لقد تجسّدت رسالة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم في الإخبار عن أمور عظيمة: وهي الخبر بتوحيد الله، وقدرته، وتدبيره، وقهره وغلبته، وصدق الوحي والقرآن وكونه كلام