والدعوة إلى الكفر والجحود الذين يترقبون لقاء فئة المستضعفين المؤمنين في النار معهم لدنوهم، ويسخرون من أتباعهم، وأتباعهم يقابلونهم بأسوأ الردود، ويدعون ربهم أن يضاعف لهم العذاب بسبب إغوائهم ودعايتهم للفساد والإفساد.
أخبر الله تعالى في كتابه عن أسباب الدعوة إلى الإيمان بالقرآن الكريم والتصديق به، لاشتماله على تبيان أصول العقيدة الثابتة: وهي توحيد الله عز وجل، وإثبات نبوة الرسول محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلّم، وإثبات المعاد أو اليوم الآخر، فيكون التكذيب بهذه الأصول العقدية جرما عظيما، وبعدا عن الحقيقة والواقع، فمن كذب بذلك جنى على نفسه، ومن آمن بتوحيد الله تعالى، وصدق نبيه محمدا، وأيقن بوجود القيامة، فهو العاقل الناجي، قال الله تعالى موضحا هذه الأخبار:
قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69)
إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70)
[ص: 38/ 65- 70] .
أخبر أيها النبي عن مهمتك ورسالتك، وقل للكفار المشركين في مكة، وغيرها المكذبين بما جئت به: إنما أنا مخوف لكم من عقاب الله وعذابه، مبلّغ ما يتعرض له المنكر الكاذب من أحوال السوء، بسبب الإعراض عن دعوتي ورسالتي. إن القرآن الكريم وجميع ما تضمنه من دعوة التوحيد والإيمان بالمعاد حق وصدق وواقع.
ليس لي من أغراض أو أهداف إلا الإنذار والتخويف من سوء المصير، وشدة العذاب، وفداحة العاقبة لكل من كذب برسالتي، وأنكر وجود الله تعالى ووحدانيته، فليس هناك في الوجود على الإطلاق إلا إله واحد لا شريك له، فهو