كان لآثار قصة الإفك آثار تربوية عظيمة، ونتائج إنسانية سامية، وأهمها ثلاثة:
التحذير من اتباع خطوات الشيطان أو وساوسه، وتدنيس سيرة المتورطين في هذا الذنب وإساءة سمعتهم، وحث أبي بكر على مواصلة مسطح ابن خالته، على الرغم من اشتراكه في ترويج أباطيل زعيم المنافقين: عبد الله بن أبي، وتجاوز هذه الآثار كان بفضل من الله ومغفرة وعفو عن المسيئين، وبه تنتهي فتنة ابن أبي التي روّجها بين المسلمين، فقال الله تعالى معددا هذه الآثار:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)
«1» «2» «3» «4» «5» [النور: 24/ 21- 22] .
- هذا خطاب لجميع المؤمنين، مطلعه التحذير من وساوس الشيطان، ومضمونه لا تمشوا في سبل الشيطان وطرقه وأفعاله الخبيثة، ولا تسمعوا لوساوسه، فإن من يتبع وساوس الشيطان خاب وخسر، لأن الشيطان لا يأمر إلا بالفحشاء (وهو ما أفرط قبحه) والمنكر (ما أنكره الشرع وحرمه وقبحه العقل ونفر منه) فلا يصح لمؤمن إطاعة الشيطان، وهذا نهي لكل المؤمنين في كل زمان، وخوطب المؤمنون بهذا ليتشددوا في ترك المعاصي، ولئلا يتشبهوا بحال أهل الإفك.
- وكرر الله تعالى تأكيد منّته وفضله على عباده، فلولا تفضل الله على المؤمنين