عني التشريع المكي في مبدأ الإسلام بغرس أصول الإيمان والعقيدة الحقة، وتخلق المؤمنين بمحاسن الأخلاق وأكرم الشيم والآداب، وذلك من أجل بناء الفرد المسلم، وتسلحه بقواعد الإسلام والتزامه بأركان هذا الدين الإلهي، ونجد هذا الاتجاه واضحا في السور القرآنية المكية، ومنها سورة «المؤمنون» : التي هي مكية بإجماع. وقد افتتحت ببيان خصال سبع للمؤمنين، وثم تبشرهم بالفلاح والفوز بجنان الفردوس إن اتصفوا بها اتصافا ملازما، والتزموا بها التزاما صحيحا، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه عبد الرزاق وغيره: «أنزل علي عشر آيات، من أقامهن دخل الجنة» ثم قرأ:
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (?) قال الله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (?) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (?) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (?) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ (?)
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (?) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ (9)
أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (11)
«1» «2» «3» «4» «5» [المؤمنون: 23/ 1- 11] .