فالخلاصة:
أن هذا الحديث ضعيف، لأن مسلم بن يسار لم يدرك عمر -رضي الله عنه-، وعلى الوجه الثاني بجعل الواسطة نعيم بن ربيعة بينهما، فهو مجهول كما حكم عليه الترمذي، والذهبي، وفي التقريب: مقبول.
ينظر: جامع الترمذي رقم (3075)، الميزان 4: 270، التقريب ص 565.
وله طريق أخرى، أخرجها: الطبري 10: 554، وابن منده في (الرد على الجهمية) رقم (25)، من طريق عمارة بن عمير، عن أبي محمد رجل من أهل المدينة عن عمر -رضي الله عنه-، بنحوه، دون آخره، وهو قوله: (ففيم العمل؟ .. إلخ). والراوي عن عمر -رضي الله عنه- مجهول.
وأوردها ابن عبد البر في التمهيد 18: 81.
وورد في الباب أحاديث كثيرة، منها:
1 - عن عبد الرحمن بن قتادة السلمي -وكان من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن الله تبارك وتعالى خلق آدم، ثم أخذ الخلق من ظهره، فقال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي)، فقال رجل: يا رسول الله، فعلى ماذا نعمل؟ قال: (على مواقع القدر).
وهو الشاهد السادس تحت الحديث رقم (89).
2 - عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (خلق الله الخلق، وقضى القضية، وأخذ ميثاق النبيين وعرشه على الماء، فأخذ أهل اليمين بيمينه، وأخذ أهل الشمال بيده الأخرى، وكلتا يدي الرحمن يمين، فقال: يا أصحاب اليمين، فاستجابوا له، فقالوا: لبيك ربنا وسعديك قال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} قال: يا أصحاب الشمال، فاستجابوا له، فقالوا: لبيك ربنا وسعديك، قال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا}، فخلط بعضهم ببعض، فقال قائل منهم: رب لم خلطت بيننا؟ قال: {وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ} {أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}، ثم ردهم في صلب آدم، فأهل الجنة أهلها، وأهل النار أهلها). فقال قائل: يا رسول الله، فما الأعمال؟ قال: (يعمل كل قوم لمنازلهم). فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (إذن نجتهد).