التفسير النبوي (صفحة 348)

(89)

ثانيا: إخراج الذرية من ظهر آدم عليه السلام.

(89) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لما خلق الله آدم؛ مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور، ثم عرضهم على آدم، فقال: أي رب، من هؤلاء؟، قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلا منهم، فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب، من هذا؟ فقال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك، يقال له داود، فقال: رب، كم جعلت عمره؟ قال: ستين سنة، قال: أي رب، زده من عمري أربعين سنة، فلما قضي عمر آدم، جاءه ملك الموت، فقال: أولم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أولم تعطها ابنك داود؟! قال: فجحد آدم؛ فجحدت ذريته، ونسي آدم؛ فنسيت ذريته، وخطىء آدم؛ فخطئت ذريته).

أخرجه الترمذي (3076) في تفسير القرآن: باب ومن سورة الأعراف، وابن سعد في (الطبقات) 1: 27 - 28، وأبو يعلى في مسنده 11: 263 (6377)، والحاكم في المستدرك 2: 325، من طرق عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- به، بنحوه، واللفظ للترمذي.

وهشام بن سعد، هو أبو عباد المدني، صدوق له أوهام.

قال أبو داود: هشام بن سعد؛ أثبت الناس في زيد بن أسلم.

ينظر: تهذيب الكمال 30: 204، التقريب ص 572.

وزيد بن أسلم: ثقة عالم، وكان يرسل.

وأبو صالح، هو ذكوان السمان، ثقة ثبت. التقريب ص 203.

فهذا إسناد صحيح، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وأقره الذهبي.

وورد في الباب أحاديث كثيرة، منها:

1 - عن ابن عباس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان يوم عرفة، فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرها بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلا، قال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} إلى قوله: {الْمُبْطِلُونَ}).

وسيأتي برقم (90).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015