أولا، أخذ الميثاق على بني آدم:
ورد فيه -فيما وقفت عليه- أربعة أحاديث، وهي:
1 - حديث أنس -رضي الله عنه-، كما سبق، وهو في الصحيحين.
2 - عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله لما خلق آدم مسح ظهره، فخرت منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، ونزع ضلعا من أضلاعه، فخلق منه حواء، ثم أخذ عليهم {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا}، ثم اختلس كل نسمة من بني آدم بنوره في وجهه، وجعل فيه البلوى الذي كتب أنه يبتليه بها في الدنيا من الأسقام، ثم عرضهم على آدم، فقال: يا آدم هؤلاء ذريتك وإذا فيهم الأجذم والأبرص والأعمى وأنواع الأسقام، فقال آدم: يا رب لم فعلت هذا بذريتي؟ قال: كي تشكر نعمتي، وقال آدم: يا رب، من هؤلاء الذين أراهم أظهر الناس نورا؟ قال: هؤلاء الأنبياء من ذريتك، قال: من هذا الذي أراه أظهرهم نورا؟ قال: هذا داود يكون في آخر الأمم، قال: يارب كم جعلت عمره؟ قال: ستين سنة، قال: يا رب كم جعلت عمري؟ قال: كذا وكذا، قال: يا رب، فزده من عمري أربعين سنة، حتى يكون عمره مائة سنة، قال: أتفعل يا آدم؟ قال: نعم يا رب، قال: فيكتب ويختم أنا كتبنا وختمنا ولم نغير، قال: فافعل أي رب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فلما جاء ملك الموت إلى آدم ليقبض روحه، قال: ماذا تريد يا ملك الموت؟، قال: أريد قبض روحك، قال: ألم يبق من أجلي أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود، قال: لا)، قال: فكان أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول: نسي آدم، ونسيت ذريته، وجحد آدم، فجحدت ذريته.
أخرجه ابن أبي حاتم 5: 1614 (8535)، وأبو الشيخ في (كتاب العظمة) 5: 1553 (1027)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) 7: 395، كلهم من طريق عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-
ولفظ أبي الشيخ مختصر، وليس فيه موضع الشاهد.
وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ضعيف، وسبق في الحديث (83).
ورواه الترمذي مختصرا بنحوه (3076) في تفسير القرآن: باب ومن سورة الأعراف، -وهو الحديث اللاحق (89) -، وليس فيه أخذ الميثاق، وهو موضع الشاهد هنا.