قلت: نص ابن حبان في (الثقات) 5: 165، على أن علي بن مدرك، سمع أبا مسعود صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وعده ابن حجر في (التقريب) ص 405 من الطبقة الرابعة، وهي طبقة بين الوسطى والصغرى من التابعين، جل روايتهم عن التابعين، كالزهري وقتادة، كما بين ذلك في مقدمة الكتاب.
وهذا يدل على أن لهم رواية عن الصحابة, لكنها قليلة، كما هو الحال فيمن مثل بهما.
ثم إن أبا عامر الأشعري، وهو صحابي اسمه: عبد الله، وقيل: عبيد بن هانىء، أو ابن وهب، عاش إلى خلافة عبد الملك، كما في التقريب ص 653، وعبد الملك بن مروان، استوثق له الأمر بالخلافة سنة 73 هـ، ومات سنة 86 هـ. ينظر: تاريخ الخلفاء ص 166.
فإذا كان علي بن مدرك قد سمع من أبي مسعود -رضي الله عنه- وكانت وفاته في حدود سنة 40 هـ -كما في التقريب ص 395 - ، فسماعه من أبي عامر؛ أقرب مع تأخر وفاته، والله أعلم.
قلت: وبعد كتابة ما سبق وقفت على الحديث مسندا في (جزء فيه قراءات النبي -صلى الله عليه وسلم-) لأبي عمر الدوري (ت 246 هـ) ص 91 رقم (41)، قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز، ثنا أحمد ابن إبراهيم، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن مالك بن مغول، ثنا علي بن مدرك، ثنا أبو عامر الأشعري .. فذكره.
وفيه تصريح علي بن مدرك بالسماع من أبي عامر الأشعري، لكن شيخ الدوري: محمد ابن عبد العزيز؛ لم أتبينه.
وقال الشيخ حكمت بشير في تعليقه على الجزء المذكور: "أظنه: محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الصباح، أبو عبد الله المكي .. أخذ القراءة عن قنبل .. ولم أقف على تاريخ مولده ولا وفاته"، وأحال في ترجمته على: (غاية النهاية) 2: 172، و (معرفة القراء الكبار) 1: 283، وأفاد أنه لم يذكر في ترجمته جرح ولا تعديل.
قلت: فإذا كان محمد بن عبد العزيز بن الصباح هذا، قد أخذ القراءة عن قنبل، فيكون من طبقة تلاميذ قنبل، وتوفي قنبل سنة 291 هـ -كما في السير 14: 84 - ، فكيف يكون