التفسير النبوي (صفحة 204)

وأفاد الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في شرحه على ذلك (?): أن العبارة عن سبب النزول ثلاثة أنواع:

1 - صيغة صريحة في سبب النزول.

وهي قول الصحابي: سبب نزول الآية كذا.

2 - صيغة ظاهرة في سبب النزول.

وهي قوله: كان كذا وكذا؛ فانزل الله تعالى كذا.

فهذه ظاهرة لأن حمل الفاء في مثل هذا التعبير على السببية أولى من حمله على العطف المجرد والترتيب، فيكون ظاهرًا أن هذه الحادثة سبب النزول.

3 - صيغة محتملة في سبب النزول.

وهي أن يقول: نزلت هذه الآية في كذا.

فهذه فيها احتمال متساوي الطرفين بين أن يكون المراد أن هذه الآية معناها كذا وكذا، فيكون تفسيرًا للمعنى، وبين أن يكون ذلك ذكرًا لسبب النزول.

فعلى الاحتمال الأوّل تكون (في) للظرفية، والظرف هنا معنوي. وعلى الاحتمال الثاني تكون (في) للسببية.

وقال الزركشي: "عرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال: نزلت هذه الآية في كذا، فإنه يريد بذلك أنها تتضمن هذا الحكم، لا أن هذا كان السبب في نزولها فهو من جنس الاستدلال على الحكم بالآية" (?).

مثال ذلك: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي الذنب عند الله أكبر؟ قال: (أن تجعل لله ندا وهو خلقك) قلت: ثم أي؟ قال: (ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك) قلت: ثم أي؟ قال: (أن تزاني بحليلة جارك) قال: ونزلت هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015