الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (الأحزاب: 33)، قال تعالى لنوح -عليه السلام-: {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ} (هود: 40).
وقال ربنا: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (هود: 45، 46).
وقال أعز من قائل في لوط -عليه السلام-: {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امرأتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} (هود: 81)، وقال سبحانه لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} (طه: 132).
فإذا كنا نريد أن نتحدث عن نظام الأسرة في القرآن وما شرع الله لها في كتابه مما يضمن سعادتها وبقاءها، فإننا نستطيع ذلك من خلال الآيات التي وردت فيها كلمة الزوج والزوجة، والأب والأم، والوالدين، والأقارب على اختلاف درجاتهم من الأبناء والإخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات، ولكن هذا يحتاج إلى مؤلفات تبيِّن هداية القرآن في كل هذه العلاقات الثلاث، والمكتبة القرآنية عامرة بهذا الفيض بحمد الله.
ما هي الأسس التي بنا عليها الإسلام، وبنى عليها القرآن هذه العلاقة؟
الأساس الأول: يتمثَّل في هذا الإنسان الذي تربى في أحضان دين الله فأضحى هو الإنسان بالإنسان ينبض وجدانه وقلبه وكيانه إيمانًا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولًا، ويتحرك أو يسكن وفق منهج الاستسلام لله والرضا به {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأنعام: 162، 163). فكل خُلُق جميل، وكل قول