بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثامن
(الآداب الاجتماعية في القرآن الكريم)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديهم، إلى يوم الدين، أما بعد:
فنتناول نظام الأسرة في الإسلام:
هل وردت كلمة الأسرة في أيِّ آية من كتاب الله؟ أو هل وردت في أي حديث من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟ لعلكم لم تجدوا ذكرًا لهذه الكلمة في القرآن. وأما في السنة فلم ترد إلا في حديث واحد رواه أبو داود والإمام أحمد من حديث أبي هريرة في قصة محاولة اليهود أن يحصلوا على حكم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُبيح لهم عدم رجم الزاني المحصن، مع أن الموجود في التوراة هو هذا، وفي سياق هذا الحديث يذكر الراوي: ((أن ملكًا من بني إسرائيل زنى فلم يقيموا عليه الحد، ثم زنى رجل في أسرة من الناس، فأراد -أي: الملك- رجمه فحال قومه دونه، وقالوا: لا يُرجم صاحبنا حتى يرجم صاحبكم فنرجمه)).
فالأسرة هنا في هذا الحديث ليست هي الأسرة التي نريد أن نتحدث عنها في القرآن الكريم وإنما الأسرة في الحديث جماعة الرجل وأهله وعشيرته، ولذلك فنحن سنبحث عن الأسرة من حيث دلالتها في لغتنا العربية وما لذلك من وجود بارز في كثير من آيات القرآن، وعناية فائقة في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي بيان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم- ومن بعدهم من فقهاء الإسلام وعلمائه إلى يومنا هذا.
يقول علماء اللغة أسرة الرجل: رهطه؛ لأنه يتقوى بهم، وفي (المعجم الوسيط) وهو من المعاجم الحديثة: الأسرة: الدرع الحصين، وأهل الرجل وعشيرته والجماعة يربطها أمر مشترك، وليس في كتب اللغة أكثر من ذلك، ولكننا من هذا المنطلق نقول في مقدمة أهل الرجل زوجه وأبناؤه، وآيات القرآن شاهدة على ذلك يقول تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ