[سورة غافر (40) : آية 16]

بمعنى رافع درجات أنبيائه وأوليائه فى مراتب القرب اليه وفى الجنة بعضها فوق بعض ذُو الْعَرْشِ خالقه ومالكه يُلْقِي الرُّوحَ اى ينزل الوحى سماه روحا لانه يحيى به القلوب كما يحيى الأبدان بالأرواح مِنْ أَمْرِهِ قال البغوي قال ابن عباس يعنى من فضله فمن للابتداء وقيل من قوله فمن للبيان عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ الثلاثة كلها اخبار لهو مترادفة لموصول دالة على توحيده وعلو صمديته وتمهيد للنبوة او اخبار مبتدا محذوف اى هو لِيُنْذِرَ متعلق بيلقى والمستكن فيه لله او للروح او لمن وهو اظهر واقرب ويؤيده قراءة يعقوب «لا يدعى الحسن بالتاء- ابو محمد» بالتاء للخطاب اى لتنذر أنت يا محمد وحذف المفعول للدلالة على عموم دعوته وشمول إنذاره الثقلين يَوْمَ التَّلاقِ (15) اى يوم يلتقى فيه الخلائق كلها اهل السماوات والأرض وقال مقاتل وقتادة يوم يلتقى فيه الخالق والخلائق وقال ميمون بن مهران يلتقى فيه الظالم والمظلوم والخصوم وقيل يلتقى العابدون والمعبودون وقيل المرء مع عمله- اخرج الحاكم وابن جرير وابن ابى حاتم وابن ابى الدنيا فى كتاب الأهوال عن ابن عباس انه قرأ يوم تشقّق السّماء بالغمام قال يجمع الله الخلق يوم القيامة فى صعيد واحد الجن والانس والبهائم والسباع والطير فتشقق السماء الدنيا فينزل أهلها وهم اكثر ممن فى الأرض من الجن والانس الحديث بطوله ذكر فيها نزول اهل السماوات السبع بعضهم عقيب بعض ونزول الله تعالى وهو من المتشابهات وذكرنا تأويلها فى سورة الفرقان فى تفسير قوله تعالى يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وفى سورة البقرة فى تفسير قوله تعالى ان يأتيهم الله فى ظلل من الغمام والملائكة.

يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ 5 اى خارجون من قبورهم او ظاهرون لا يسترهم شىء من جبل او اكمة او بناء او ظاهرة نفوسهم لا يحجبهم غواشى الأبدان او ظاهرة أعمالهم وسرائرهم لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ اى من أعيانهم وأعمالهم وأحوالهم شَيْءٌ تقرير لقوله يوم هم بارزون وازاحة لنحو ما يتوهم فى الدنيا لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ حكاية لما يسئل عنه فى ذلك اليوم وذلك بعد فناء الخلق قبل البعث وحينئذ لا يكون أحد يجيبه فيجيب نفسه ويقول لِلَّهِ الْواحِدِ المتوحد فى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015