[سورة ص (38) : آية 22]

فذكر بعضهم انه أحب ان يقتل أوريا ويتزوج امرأته فكان ذنبه هذا القدر- وذكر بعضهم انه كتب داود الى ابن أخته أيوب ان ابعث أوريا الى موضع كذا وقدّمه قبل التابوت وكان من قدّم التابوت لا يحل له ان يرجع وراءه حتى يفتح الله على يديه او يستشهد وقدّمه ففتح له فكتب الى داود بذلك فكتب اليه ايضا ان ابعثه الى عدوّ كذا وكذا فبعثه ففتح له فكتب الى داود بذلك فكتب اليه ايضا ان ابعثه الى عدو كذا وكذا أشد منه بأسا فبعثه فقتل فى المرة الثالثة- فلما انقضت عدة المرأة تزوجها داود فهى أم سليمان عليهما السلام- قال البغوي وعن ابن مسعود انه قال كان فى ذنب داود انه التمس من الرجل ان ينزل عن امرأته قال اهل التفسير كان ذلك مباحا لهم غير ان الله لم يرض له ذلك لانه كان رغبة فى الدنيا وازدياد النساء وقد أغناه الله عنها بما أعطاه من غيرها قال البغوي وروى عن الحسن انه كان جزّ الدهر اربعة اجزاء كما ذكر عبد بن حميد وغيره وزاد فلمّا كان يوم وعظ بنى إسرائيل يذاكرهم ويذاكرونه ويبكيهم ويبكونه فقالوا هل يأتى على الإنسان يوم لا يصيب فيه ذنبا فاضمر داود فى نفسه انه سيطيق ذلك وقيل انهم ذكروا

فتنة النساء فاضمر داود فى نفسه انه ان ابتلى اعتصم فلمّا كان يوم عبادته غلق أبوابه وامر ان لا يدخل عليه أحد وأكب على التوراة فبينا هو يقرا إذ دخلت عليه حمامة من ذهب كما ذكرنا قال وكان قد بعث زوجها على بعض جيوشه فكتب اليه ان يسير الى مكان كذا وكذا مكانا إذا سار اليه قتل ففعل فاصيب فتزوج امرأته قال فلمّا دخل داود بامراة أوريا لم يلبس الا يسيرا حتى بعث الله اليه ملكين فى صورة رجلين يوم عبادته فطلبا اى يدخلا عليه فمنعهما الحرس فتسورا المحراب عليه فما شعر وهو يصلى الا وهما بين يديه جالسين يقال كانا جبرئيل وميكائيل عليهما السلام-.

إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ بدل من قوله إذ تسوّروا فَفَزِعَ مِنْهُمْ اى خاف داود من الخصم لانهما نزلا عليه من فوق فى يوم الاحتجاب والحرس على الباب لا يتركون من دخل عليه قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ اى نحن متخاصمان بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015