[سورة ص (38) : آية 3]

مقسما به قال الأخفش جواب القسم ان كلّ الّا كذّب الرّسل فحقّ عقاب وهذا بعيد جدّا والظاهر ان الجواب محذوف دل عليه ما فى ص من الدلالة على التحدي او الأمر بالمعادلة اى انه لمعجز او الواجب العمل به او ان محمد الصادق او ان الأمر ليس كما يقول الكفار ويدل عليه قوله.

بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ اى استكبار عن الحق وحمية جاهلية وَشِقاقٍ (2) خلاف وعداوة لمحمد صلى الله عليه وسلم ولاجل ذلك لا يؤمنون به او خلاف لما يقتضيه العقل والنقل والتنكير فيهما الدلالة على شدتهما فهو إضراب عن الجواب المقدر وقال قتادة هذا جواب القسم كما فى قوله تعالى ق والقرءان المجيد بل عجبوا وبل ابتدائية- وقال القتيبي بل لتدارك كلام ونفى اخر مجاز الاية ان الله اقسم بص والقرءان ذى الذّكر ان الذين كفروا من اهل مكة فى عزّة وشقاق..

كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ وعيد لهم على كفرهم استكبار او شقاقا فَنادَوْا عند نزول العذاب استغاثة او توبة واستغفارا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (3) اى ليس الحين حين مناص جملة كم أهلكنا معترضة لبيان ما لهم بعد بيان حالهم يعنى انهم يهلكون كما هلك من قبلهم ولا هى المشبهة بليس زيدت عليها تاء التأنيث للتأكيد كما زيدت على رب وثم وتغير حكمه فخصت بلزوم الأحيان وحذف أحد المعمولين اما الاسم واما الخبر والمحذوف هاهنا الاسم هذا مذهب الخليل وسيبويه وقال الأخفش هى النافية للجنس والخبر محذوف اى لا حين مناص كائن لكم وقيل هى نافية للفعل والنصب بإضماره تقديره لا ارى حين مناص حاصلا لهم والوقف على لات بالتاء عند الزجاج «وعند جميع القراء غير الكسائي- ابو محمد» وعند الكسائي لاه- بالهاء. وذهب جماعة الى ان التاء زيدت فى حين والوقف على لا ثم يبتدى تحين وهو اختيار ابى عبيد وقال كذلك وجدت فى مصحف عثمان رضى الله عنه وهذا كقول الشاعر والعاطفون تحين ما من عاطف والمطعمون زمان ما من مطعم- والمناص مصدر ميمى من ناصه ينوصه إذا فاته وفى القاموس النوص التأخر والمناص الملجأ قال ابن عباس كان كفار مكة إذا قاتلوا فاضطروا فى الحرب قال بعضهم لبعض مناص اى اهربوا وخذوا حذركم فلما انزل الله بهم العذاب ببدر قالوا مناص فانزل الله عز وجل ولات حين مناص اى ليس الحسين حين هذا القول والجملة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015