ان تجد لنا ماء فادرك أسيد راوية من ماء مع امرأة فجاء أسيد بالماء ودعا رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالبركة وقال هلم أسقيتكم فلم يبق معه سقاء الا ملاؤه ثم دعا بركابهم وخيولهم فسقوها ويقال انه صلّى الله عليه وسلم امر بما جاء به فصبه فى تعب عظيم فادخل رسول الله صلّى الله عليه وسلم فيه يده وغسل وجهه ويديه ورجليه ثم صلّى ركعتين ثم رفع يديه مدا ثم انصرف وان القعب ليفور فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم للناس رووا واتسع الماء وانبسط الناس حتى يصف عليه المائة والمائتان فارتوا وان القعب ليجيش بالرواء وروى الطبراني بسند صحيح عن فضالة عن عبيد ان رسول الله صلّى الله عليه وسلم غزا غزوة تبوك فجهد الظهر جهدا شديدا فشكوا ذلك اليه ورآهم يزحون (?) ظهورهم فوقف فى مضيق والناس يمرون فيه فنفخ فيها وقال اللهم احمل عليها فى سبيلك فانك تحمل على القوى والضعيف والرطب واليابس والبر والبحر فاستمرت فما دخلنا المدينة الا وهى تنازعنا أزمتها ولما اشرف رسول الله صلّى الله عليه وسلم المدينة قال هذه طابت رواه الشيخان فى الصحيحين وغيرهما عن جابر وابى حميد الساعد وغيرهم فلما راى أحد قال هذا أحد جبل يحبنا ونحبه روى البيهقي عن عايشة لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جعل النساء والصبيان يقلن- شعر
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ... وجب الشكر علينا ما دعا الله داع
قال ابن سعد وجعل الناس يبيعون اسلحتهم يقولون قد انقطع الجهاد فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلم فنهاهم وقال لا يزال عصابة من
أمتي يجاهدون على الحق حتى يخرج الدجال وكان قدومه صلّى الله عليه وسلم بالمدينة فى رمضان وقد خرج من المدينة الى تبوك فى رجب سنة تسع وكان بين المدينة وتبوك نحو اربعة عشر مرحلة قال فى النور كذا قالوا وقد سرناها مع الحجيح فى اثنى عشرة مرحلة وبينها وبين دمشق احدى عشر مرحلة والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلم قد وقع الفراغ من هذا التفسير المظهرى وقت العصر يوم الشنبة فى التاريخ الهفتم الشهر لذى الحجة السنة 1243 بعد الهجرة النبي صلّى الله عليه وسلم واله وأصحابه أجمعين