وفي جامع الترمذي بسند حسن عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه] (?).
وأخرج الطبراني بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربّه] (?).
وفي رواية: [إذا سأل أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه].
قال ابن القيم رحمه الله: (لكن قد يتخلف عنه أثره إما لضعفه في نفسه، بأن يكون دعاء لا يحبه الله، لما فيه من العدوان، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء، فيكون بمنزلة القوس الرخو جدًّا، فإن السهم يخرج منه خروجًا ضعيفًا, وإما لحصول المانع من الإجابة، من أكل الحرام والظلم، ورين الذنوب على القلوب واستيلاء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها عليها).
وفي جامع الترمذي بسند صحيح عن أم سلمة: [قالت: يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة، فأنزل الله تبارك وتعالى: {أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}] (?).
وقوله: {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}.
المعنى: إن المهاجرين الذين أخرجهم مشركو قريش من ديارهم بمكة، فأوذوا في طاعة الله وفي سبيله، وقاتلوا في سبيل الله وقتلوا فيها، وعدهم الله سبحانه أن يمحو عنهم ذنوبهم ويجزيهم بهجرتهم وجهادهم الجنة نعم الثواب ونعم المستقر. ومن ثم فإن الآية عامة في كل من مضى على منهاج هجرتهم وجهادهم. وقد حفلت السنة الصحيحة بآفاق هذا المعنى، في أحاديث:
الحديث الأول: أخرج أبو داود بسند صحيح عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [ثلاثةٌ كلهم ضامِنٌ على الله: رجلٌ خرجَ غازيًا في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخلهُ الجنة، أو يردّه بما نال من أجر أو غنيمة، ورجلٌ راح إلى المسجد فهو