سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} ... وما بعدها] (?).

وأخرج الترمذي بسند حسن عن جابر رضي الله عنه قال: ألقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا جابر ما لي أراك منكسرًا؟ فقلت: يا رسول الله استشهد أبي وترك عيالًا ودينًا. فقال: ألا أبشرك بما لقي اللهُ به أباك؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: ما يكلم الله أحدًا قط إلا من وراء حجابه، وأحيا أباك فكلمه كفاحًا فقال: تمنّ عليّ أعطِك. قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية. قال الرب تبارك وتعالى: إنه قد سبق مني القول: أنهم إليها لا يرجعون. قال: وأنزلت هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ} الآية] (?).

وأخرج ابن جرير بسند صحيح أن سبب نزول الآية قتلى بئر معونة. قال العلامة الشوكاني في تفسيره: (وعلى كل حال فالآية باعتبار عمومها تعم كل شهيد).

وقد جمع الله للشهداء من الكرامة في حياة البرزخ ما يفوق من الكرامة لبقية المؤمنين فضلًا عما أعدّ الله لهم في الآخرة من رفيع المنازل والمقامات.

ففي مسند الإمام أحمد بسند جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [الشهداء على بارقِ نهرٍ بباب الجنة، فيه قبة خضراء، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعَشيًّا] (?).

فأرواح الشهداء تسرح في الجنة، ولها خصوصية ورود هذا النهر. وأما أرواح بقية المؤمنين: فقد روى الإمام أحمد عن محمد بن إدريس الشافعي، عن مالك بن أنس، عن الزُّهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [نَسَمَةُ المؤمن طائر يَعْلَقُ في شجر الجنة، حتى يَرْجِعَهُ الله إلى جسده يوم يَبْعَثُه] (?). يَعْلَقُ: أي يأكل.

فالفرق بين الشهداء وبقية المؤمنين أن أرواح الشهداء تطير في حواصل طَير خضر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015