المعنى: أفمن ترك الغلول وكل ما نهى الله عنه ومضى يعمل بطاعة الله وامتثال أمره واجتناب ما يسخطه، كمن انصرف متحمِّلًا سخط الله وغضبه، واستحق وعيده بسكنى جهنم وبئس السكن والمأوى؟ يقول: ليسا سواءً.

وقوله. {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّه}. قال ابن عباس: (يقول: بأعمالهم).

وقوله: {وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}. قال ابن إسحاق: (يقول: إن الله لا يخفى عليه أهل طاعته من أهل معصيته).

وقوله: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} يعني: نبيًّا من أهل لسانهم يفقهوا قوله، ولم يجعله بغير لسانهم.

وقوله: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ}. أي يقرأ عليهم آي كتابه وتنزيله ويطهرهم من ذنوبهم باتباع ما جاء فيه, {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} أي: القرآن والسنة.

وقوله: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}. أي: في عمياء من الجاهلية، لا يعرفون حسنة ولا يستغفرون من سيئة، قد أخطؤوا طريق الهدى والنجاة، فهم في غيّ وجهل ظاهر جليّ لكل من له بصو.

165 - 168. قوله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168)}.

في هذه الآيات: تأنيب لطيف من الله تعالى للمؤمنين لما صدر منهم، وفضح سلوك أهل النفاق وكشف مكرهم.

قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا أبو نوح قراد أنبأنا عكرمة بن عمار حدثنا سماك الحنفي أبو زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: [لما كان يوم بدر، قال: نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه وهم ثلاث مئة ونيف، ونظر إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015