لك فيما نابك - وقد استشرت أصحابك فامض متوكلًا على الله، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.

وقوله: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ}.

يعني: إن أراد سبحانه نصركم وقد اجتمعت أهل الأرض على خذلانكم فلا سبيل لهم عليكم، وإن أراد خذلانكم وقد أجمع أهل الدنيا على نصركم فلا سبيل لنصركم، فعليه سبحانه فتوكلوا، وانصروا دينه وأخلصوا، حتى تنالوا نصره وتأييده. {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.

وقوله: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}.

أخرج الطبرانى بسند جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - جيشًا فَرُدّت رايته، ثم بعث فردت بغلول رأس غزال من ذهب، فنزلت: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}] (?).

وأخرج أبو داود والترمذي بسند صحيح عن ابن عباس قال: [نزلت هذه الآية {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} في قطيفة حمراء: فُقِدَت يوم بدر، فقال بعض الناس: لعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها، فأنزل الله عز وجل: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} إلى آخر الآية] (?).

وله شاهد عند البزار بإسناد صحيح عن عكرمة عن ابن عباس: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} قال: ما كان لنبي أن يتهمه أصحابُهُ] (?).

قال مجاهد: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}: ما ينبغي لنبي أن يخون). وقال ابن عباس: (أي: بأن يقسم لبعض السرايا ويترك بعضًا). ثم قال تعالى: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}. وقد جاءت السنة الصحيحة بالتحذير الشديد من الغلول، وفي ذلك أحاديث، منها:

الحديث الأول: أخرج الشيخان عن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015