الفاسقين اليوم يَتَجَرْثَمُ (?) كل كبيرة، ويركب كل داهية، ويسحبُ عليها ثيابه، ويزعم أن لا بأس عليه! ! فسوف يعلم).

وقوله: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ}.

قال ابن عباس: (صعدوا في أحد فرارًا). وقال: {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} إليّ عباد الله ارجعوا، إليّ عباد الله ارجعوا).

إلا أن المشركين حين سمعوا صوته عرفوه، فمالوا إليه بثقلهم قبل أن يرجع إليه أحد من أصحابه، محاولين الإجهاز عليه بكل ما يمكنهم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين تسعة من رجاله، خاضوا عراكًا عنيفًا، وَأَظْهَرُوا نوادرَ من الحب والتفاني والاستبسال.

أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه: [أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُفرِدَ يومَ أُحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رهقوه - أي غشوه وقربوا منه - قال: من يردهم عنا وله الجنة؟ أو هو رفيقي في الجنة؟ فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه أيضًا فقال: من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة؟ فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قُتِل، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصاحبيه: ما أنصفنا أصحابنا] (?).

أي: ما أنصفت قريش الأنصار، لكون القرشيين لم يخرجا للقتال، بل خرج الأنصار واحدًا بعد واحد فقتلوا عن آخرهم، ثم شقّت فئة من المسلمين طريقها عبر الأهوال حتى وصلت إلى مكان القيادة النبوية المحاصر.

أخرج البخاري في صحيحه عن أبي عثمان قال: [لم يبق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غيرُ طلحة وسعد] (?).

وقوله: {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ}. قال قتادة: (كانوا تحدّثوا يومئذ أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أصيب، وكان الغم الآخر قنل أصحابهم والجراحات التي أصابتهم).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015