وقد ثبت في السنة الصحيحة إلقاء الله الرعب في قلوب أعداء هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث:
الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله أن رسول الله قال: [أعطيت خمسًا لم يُعطهن أحدٌ من الأنبياء قبلي: نُصِرْتُ بالرُّعب مَسِيرة شَهْرٍ، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأُحِلَّت لي الغنائم، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة] (?).
الحديث الثاني: روى مسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [نصرت بالرعب على العدو] (?).
الحديث الثالث: أخرج البيهقي بسند صحيح عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [فُضِّلتُ بأربع: جُعلت لي الأرضُ مسجدًا وطَهورًا، فأيُّما رجلٍ من أمتي أتى الصلاةَ فلم يجدْ ما يصلي عليه وَجَدَ الأرض مسجدًا وطَهورًا، وأُرسلتُ إلى الناس كافة، ونُصرتُ بالرعبِ من مسيرة شهرين يَسيرُ بينَ يديَّ، وأُحِلَّت لي الغنائم] (?).
الحديث الرابع: أخرج الطبراني عن السائب بن يزيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أفضلت على الأنبياء بخمس: بعثت إلى الناس كافة، وادخرت شفاعتي لأمتي، ونصرت بالرعب شهرًا أمامي، وشهرًا خلفي، وجُعلت ليَ الأرض مسجدًا وطهورًا، وأُحِلّت لي الغنائم، ولم تَحِل لأحد قبلي] (?).
وقوله: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ}. بيان لما كان من النصر أول المعركة.
أخرج الإمام أحمد بسند حسن عن عبيد الله، عن ابن عباس أنه قال: [ما نصر الله النبي صلى الله عليه وآله وسلم في موطن كما نصره يوم أحد. قال: فأنكرنا ذلك. فقال ابن عباس: بيني وبين مَنْ أنكر ذلك كتاب الله، إن الله يقول في يوم أحد: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} يقول ابن عباس: والحسُّ: القتل. {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ