الثاني: المسارعة إلى المساجد لأداء الفرائض. فعن علي بن أبي طالب قال: (إلى أداء الفرائض).
الثالث: المسارعة إلى الإخلاص والتقوى. روي ذلك عن عثمان بن عفان.
الرابع: المسارعة إلى التوبة من الربا. ذكره القرطبي.
الخامس: المسارعة إلى الصدق والثبات في القتال. ذكره القرطبي.
ثم ذكر سبحانه بعض أبواب الخير الموصلة للنعيم والحور العين والخلود في جنات عدن، فذكر البذل والإنفاق في سبيل الله وكظم الغيظ والعفو عن الناس.
فعن ابن عباس قوله: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ} يقول: (في العسر واليسر). قال ابن جرير: (وقوله: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} يعني: والجارعين الغيظ عند امتلاء نفوسهم منه. يقال منه: كظم فلان غيظه، إذا تجرَّعه، فحفظ نفسه من أن تمضي ما هي قادرة على إمضائه، باستمكانها ممن غاظها، وانتصارها ممن ظلمها).
وقد حفلت السنة الصحيحة بمدح الكاظمين الغيظ والخازنين ألسنتهم وغضبهم، في أحاديث:
الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [ليس الشديد بالصُّرَعَةِ، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب] (?).
الحديث الثاني: أخرج أحمد وأصحاب السنن بسند حسن، عن معاذ بن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [من كظَمَ غَيظًا، وهو قادر على أن يُنْفِذَه، دعاه الله على رؤوس الخلائق، حتى يُخَيِّرَه من الحور العين، يزوجه منها ما شاء] (?).
الحديث الثالث: أخرج الإمام أحمد في المسند، والإمام مسلم في الصحيح، من حديثا ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [ما تَعُدّون الصرعة فيكم؟ قال: قلنا: الذي لا تَصْرَعُه الرجال. قال: لا، ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب] (?).
الحديث الرابع: أخرج الإمام أحمد بسند حسن عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -،