وقد سالت دموع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على خدَّيه الشريفين يوم طلب من ابن مسعود أن يقرأ عليه القرآن، فقرأ عليه قراءة عطرة ذرفت لها عيناه.
ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي اللهُ عَنْهُ قال: [قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: اقرأ عليَّ القرآن، فقلت: يا رسول الله أقرأ عليكَ وعليك أُنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعهُ من غيري. فقرت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} قال: حسبك الآن، فالتفت إليه فإذا عيناهُ تذرفان] (?).
فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عثمان رضي اللهُ عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه] (?).
وفي صحيح مسلم عن عقبة بن عامر قال: [خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في الصُّفَّة (?)، فقال: أيُّكم يحبُّ أن يغدو كلَّ يوم إلى بُطحانَ أو العقيق فيأتي بناقتين كَوماوَين في غير إثم ولا قطع رحم؟ فقلنا: يا رسول الله! كلنا يحب ذلك. فقال: أفلا يغدو أحدُكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خير له من ناقة أو ناقتين، وثلاثٌ خيرٌ له من ثلاث، وأربعٌ خير له من أربع، ومن أَعْدادِهنّ من الإبل] (?).
وفيه أيضًا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [أيحبُّ أحدُكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاثَ خَلِفاتٍ عظامٍ سمانٍ؟ قلنا: نعم. قال: فثلاثُ آياتٍ يقرأ بهن أحدكم في صلاتهِ خيرٌ لهُ من ثلاث خَلِفاتٍ عظامٍ سِمَانٍ] (?).
ففي جامع الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: