تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، وقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}.

وقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. رد على المعطلة، كما إن قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ردٌّ على المشبهة. قال ابن جرير: ({وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}: السميع لما تنطق به خلقه من قول، البصير لأعمالهم).

قوله: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}. قال مجاهد: (مفاتيح بالفارسية). وقال السدي: (خزائن السماوات والأرض). قال النحاس: (والذي يملك المفاتيح يملك الخزائن). ويقال للمفتاح: إقليد، وجمعه على غير قياس، كمحاسن والواحد حسن - حكاه القرطبي.

والخلاصة: مفاتيح خزائن السماوات والأرض بيده سبحانه، وهي نوعان: مفاتيح الخير والشر، ومغاليق الخير والشر. فما يفتح من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له من بعده.

وقوله: {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}. قال القاسمي: (أي يوسع رزقه وفضله على من يشاء من خلقه ويغنيه، ويقتّرُ على آخرين).

وقوله: {إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. أي في التوسيع والتقتير، وفيما يصلح لخلقه وما يفسد، وفي كل شيء غير ذلك، فله كمال العلم والحكمة والعدل جل ثناؤه.

13 - 15. قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14) فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)}.

في هذه الآيات: تبيانُ اللَّه منهاج الدين الحق للمرسلين، الذي ثقل وكبر على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015