يُقتصّ للمظلوم من ظالمهِ، وللمغدور من غادره، وللصادق من كاذبه، وللعالمِ من خائنه وواضع حقه.

كما قال جل ثناؤه: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47].

وقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [من كانت عنده مَظْلَمةٌ لأخيه من عرضه (?) أو ماله، فليؤدها إليه، قبل أن يأتي يوم القيامةِ لا يقبل فيهِ دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه وأعطي صاحبهُ، وإن لم يكن له عمل صالح، أخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه] (?).

وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا دراهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناتهُ قبل أن يمضى ما عليهِ أُخذ من خطاياهم فطرحت عليهِ، ثم طرح في النار] (?).

وفي صحيح الحاكم والسياق له -وكذا رواه أحمد وابن ماجة- عن ابن عمر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [من مات وعليه دين، فليس ثئم دينار ولا درهم، ولكنها الحسنات والسيئات] (?).

وأخرج الترمذي بسند حسن عن الزبير قال: [لما نزلت: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} قال الزبير: يا رسول اللَّه، أتكرر علينا الخصومة بعد الذي كان بيننا في الدنيا؟ قال: نعم. فقال: إن الأمر إذن لشديد] (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015