بابًا يقالُ له الريانُ، يدخُلُ منه الصائمون يومَ القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهمْ، يقالُ: أين الصائمون؟ فيقومون، فيدخلون منه، فإذا دخلوا، أُغْلِقَ، فلم يدخلْ منه أحد] (?).
وفي صححيح الحاكم -وعند البيهقي في شعب الإيمان- بسند صحيح عن عبد اللَّه بن عمرو- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [أتعلم! أَوَّلَ زمرة تدخل الجنة من أمتي؟ فقراء المهاجرين، يأتون يومَ القيامة إلى بابِ الجنة ويستفتحون فيقول لهم الخزنة: أوقد حوسبتم؟ قالوا بأيّ شيء نحاسبُ، وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل اللَّه حتى متنا على ذلك؟ فيفتحُ لهم، فيقيلون فيها أربعين عامًا، قبل أن يدخلها الناس] (?).
وفي جامع الترمذي ومعجم الطبراني بسند حسن واللفظ للترمذي عن جابر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [ليودَّنَ أهل العافية يوم القيامة، أنّ جلودهم قرضت بالمقاريض، مما يرون من ثواب أهل البلاء] (?).
وفي مسند الإمام أحمد عن أم سلمة عن أبي سلمة رضي اللَّه عنهما عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [ما من مسلم تصيبُه مصيبة فيقول ما أمره اللَّهُ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} اللهم آجرني في مصيبتي، واخلفْ لي خيرًا منها، إلا آجرهُ اللَّه في مصيبتهِ، وأخلف اللَّه له خيرًا منها] (?).
قلت: ونحن اليوم في زمن غربة الحق، غربة المنهج وغربة الإيمان، وقد زحفت الفتن واشتدت على أمة الإسلام، فصار الصبر من أقوى العدة في مواجهة الباطل والطغيان، وكم رأينا في ترك الصبر والانحراف عن المنهج من هرج وسفك للدماء الحرام، وإضاعة للوقت والمال والأنفس وزعزعة للبنيان.
11 - 21. قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا