أفضل؟ قال: من عُقِرَ جوادهُ وأريقَ دمهُ. قال: يا رسول اللَّه! أي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر ما كَرِهَ اللَّه عز وجل. قال: يا رسول اللَّه! فأي المسلمين أفضل؟ قال: مَنْ سلم المسلمون من لسانهِ ويدهِ. قال يا رسول اللَّه! فما الموجبتان؟ قال: من ماتَ لا يشركُ باللَّهِ شيئًا دخل الجنةَ ومن ماتَ يُشرك باللَّهِ شيئًا دخل النار] (?).

وفي المسند أيضًا عن عبد اللَّه بن حُبْشِيٍّ الخَثْعَمِيّ: [أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سُئل أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمانٌ لا شك فيهِ وجهاد لا غلول فيهِ وحَجَّةٌ مبرورةٌ. قيل فأيُّ الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت. قيل: فأيُّ الصدقة أفضل؟ قال: جَهْدُ المُقِلّ. قيل: فأيُّ الهجرة أفضل؟ قال: مَنْ هجرَ ما حرّم اللَّهُ عليهِ. قيل: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من جاهد المشركين بماله ونفسه. قيل: فأي القتل أشرف؟ قال: مَنْ أُهريقَ دَمُهُ وعُقِرَ جوادُهُ] (?).

وقد يراد بالقنوت الدعاء نفسه الذي في المغرب والفجر كما ذكر الإمامُ البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك قال: (كان القنوت في المغرب والفجر). ثم ذكر عن أبي هريرةَ رضي اللَّهُ عَنْهُ قال: (كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يدعو في القنوتِ: اللهم أَنْجِ سَلَمَةَ بن هشام، اللهم أَنْجِ الوليدَ بنَ الوليد، اللَّهُمَّ أنْجِ عيّاش بن أبي ربيعة، اللهم أنج المستَضعفين من المؤمنين، اللَّهُمَّ اشدُدْ وطأتَكَ على مُضرَ، اللهم سنين كَسِني يوسُف).

ثم ذكر حديثًا عن أنس رضي اللَّهُ عَنْهُ قال: (بعث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سبعين رجلًا لحاجة يُقالُ لهم القراء، فعرضَ لهم حيَّان من بني سُلَيم رِعْلٌ وذَكْوان عِنْدَ بئرٍ يقالُ لها بئرُ معونة. فقال القومُ: واللَّهِ ما إياكم أردنا إنما نحن مجتازون في حاجة للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقتلوهم فدعا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عليهم شهرًا في صلاة الغداةِ وذلكَ بَدءُ القنوتِ وما كنا نقنت).

وقد صنف الإمامُ مسلم بهذا المعنى بابًا سمّاه: "باب استحباب القنوت في جميعِ الصلاةِ إذا نزل بالمسلمينَ نازلة". وذكر الترمذي عن الإمام أحمد قوله: (لا يُقنت في الفجر إلا عند نازِلة تَنزلُ بالمسلمين، فإذا نزلت نازلة فللإمام أن يدعوَ لجيوش المسلمين).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015