يليق بجلاله وكماله، وكل السلام والأمن على المؤمنين الذين يقومون بمقتضى هذه الصفات ولوازمها، والحمدُ أولًا وآخرًا لله العظيم رب العالمين.
فقال جل ثناؤه: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
فعن قتادة: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}: أي عما يكذبون، يسبح نفسه إذا قيل عليه البُهتان).
وقوله: {رَبِّ الْعِزَّةِ} مجرور على البدل. وقوله: {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} فيه هدي للمؤمنين أن يسلموا على المرسلين إذا ذكروهم.
أخرج البيهقي بسند حسن من حديث أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [صَلّوا على أنبياء الله ورسله، فإن الله بعثهم كما بعثني] (?).
وله شاهد رواه ابن عساكر بإسناد حسن عن وائل بن حجر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [صلّوا على النبيين إذا ذكرْتُموني، فإنهم قد بُعثوا كما بُعثت] (?).
فكان يربط صلوات الله وسلامه عليه النسب بعضه ببعض، نسب النبوة، نسب الوحي، نسب الإيمان، فإن الأنبياء ملة واحدة وجماعة واحدة ودينهم واحد.
ففي الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة، ليس بيني وبينهُ نبي، والأنبياء أولاد علات - وفي رواية: إخوة من علات - أمهاتهم شتى ودينهم واحد] (?).
وبنو العلات هم أولاد الرجل الواحد من نساء شتى. لذا كان من هديه صلوات الله وسلامه عليه أن يحث الأمة على الصلاة عليه، ويجمع إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - وآل إبراهيم في ذلك.
أخرج الإمام أحمد في المسند، والنسائي في السنن، بسند صحيح عن زيد بن خارجة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: [صلّوا عليّ، واجتهدوا في الدعاء وقولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، كما