الله، فسأل أبو بكر: مَنْ أمهاتهنّ؟ فقالوا بنات سَرَوات الجن - وفي رواية: مخدّرات الجنّ - يحسبون أنهم خُلقوا مما خُلقَ منه إبليس).

وعن قتادة قال: (قالت اليهود: إن الله تباركَ وتعالى تزوج إلى الجنّ، فخرج منهما الملائكة، قال: سبحانه سبح نفسه).

وعن السدي، قال: (الجِنّة: الملائكة، قالوا: هنّ بنات الله).

وقال مقاتل: (قالت اليهود لعنهم الله: إن الله صاهرَ الجنّ فكانت الملائكةُ من بينهم، قال: القائلُ ذلكَ كنانة وخزاعة، قالوا: إن الله خطب إلى سادات الجن فزوجوه من سَرَوات بناتهم، فالملائكة بنات الله من سروات بنات الجن).

وعن مجاهد قال: (إنهم بطن من بطون الملائكة يقال لهم الجنة). وقال بعض أهل اللغة: (قيل لهم جِنّة لأنهم لا يُرَون). وعن السدي: (إنما قيل لهم جِنّة لأنهم خُزان على الجنان والملائكةُ كلهم جنة). وقوله: {نَسَبًا}، أي: مصاهرة وقربًا.

التفسير الثاني: الجِنّة هي الجن.

فعن قتادة ومقاتل: ({وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} قالت اليهود لعنهم الله: إن الله صاهر الجنّ فكانت الملائكة من بينهم) ذكره القرطبي.

التفسير الثالث: قيل النسب الذي جعلوهُ بين الله والجنة قولهم إن الله وإبليس أخوان. فعن ابن عباس: (قوله: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} قال: زعم أعداء الله أنه تبارك وتعالى وإبليس أخوان). ذكره ابن جرير.

التفسير الرابع: قيل النسب هو الشرك.

فعن الحسن قال: (أشركوا الشيطان في عبادة الله فهو النسب الذي جعلوه).

ورجّحهُ القرطبي وقال: (قول الحسن في هذا أحسن، دليله قوله تعالى: {إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} أي في العبادة).

قلت: وكل ما سبق وارد في حق هؤلاء المشركين، فقد نسبوا لله الولد، ونعتوا الملائكة إناثًا ربطوهم نسبًا بالله، واختاروا الذكور لأنفسهم فلهم ما يشتهون ولله ما يعيبون، ثم سبكوا خرافة أفرزتها عقولهم ونتن فكرهم وقبح آفاقهم بأن الله تزوج من الجن فأنت الملائكة، فصرفوا شيئًا من العبادةِ للجن ظنّ التقرب إلى الله الذي لعنهم وأبعدهم وذمهم وأعدّ لهم في جهنم سعيرًا، بما أسرفوا في الوصف الذي لا يليقُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015