البطيخ). وقال السدي: (هو القرع، والعرب تسميه الدّباء).
التأويل الرابع: كل شجر ينبت بمكانه. قال الزجاج: (اشتقاق اليقطين من قَطَنَ بالمكان إذا أقامَ به فهو يفعيل).
التأويل الخامس: قيل هو اسم أعجمي - ذكره القرطبي.
التأويل السادس: قيل ما أنبته الله بالحال. قال بعضهم: (ما كان ثمَّ يقطين فأنبته الله في الحال).
التأويل السابع: قيل: إنما خص اليقطين بالذكر، لأنه لا ينزلُ عليه ذباب.
قال الحافظ ابن كثير: (وذكر بعضهم فوائد في القرع منها: سرعة نباتهِ وتظليل ورقه لكبره ونعومته وأنه لا يقربها الذباب).
التأويل الثامن: شجر له شراب يَرْوِي باللبن.
فعن ابن زيد قال: (أنبت الله عليه شجرة من يقطين، فكان لا يتناولُ منها ورقة فيأخذها إلا أروته لبنًا. قال: شرب منها ما شاء حتى نبت).
قلت: وكلها معان متقاربة تفيد أن الله سبحانهُ قد امتَنّ على يونس عليه السلام بعد محنته في بطن الحوت وما أصابهُ من الضعف والتعب أن أخرجه إلى أرضٍ لا نباتَ فيها ولا شيء، فأكرمه بنبات سريع ترعرع فأظله وسدّ به جوعه وظمأه وحاجته.
وقوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} فيه تفاسير:
التفسير الأول: أن تكون {أَوْ} بمعنى بل. قال الفراء: ({أَوْ} بمعنى بل).
وعن ابن عباس: (قوله: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} قال: بل يزيدون، كانوا مئة ألف وثلاثين ألفًا).
التفسير الثاني: أن تكون {أَوْ} بمعنى الواو. فيكون قوله: "يزيدون" في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هم". أي: "وهم يزيدون".
قال سعيد بن جبير: (يزيدون سبعين ألفًا، وقد كان العذاب أرسل عليهم، فلما فرّقوا بين النساء وأولادها، والبهائم وأولادها، وعجّوا إلى الله كشف عنهم العذاب وأمطرت السماءُ دمًا).
التفسير الثالث: أن تكون {أَوْ} للشك بالنسبة إلى مرأى الناظر.