روي ذلك عن ابن مسعود: (قوله: {وَهُوَ سَقِيمٌ} قال: كهيئة الفرخ الممعوط الذي ليس عليهِ ريش) ذكره القرطبي. وقد سبق قول ابن عباس نحوه.
وفي لغة العرب: سقم من السَّقام والسُّقْم وهو المرض، والسَّقَمُ مثله أيضًا.
قلت: وجمعًا بين التفسيرين: فإن الله سبحانه قد أخرج يونس عليه السلام من بطن الحوت عليلًا سقيمًا قد تأثر بمكوثه في ذلك المحبس، فعاد بدنه طريًا كما يكون الحال عند الولادة. وأما التوفيق مع قوله: {لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ} [القلم: 49]. فالجواب: أنه نبذ بالعراء بنص آية الصافات وهو سقيم ولكنه غير مذموم، رحمة الله به.
وقوله: {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ}. أي أنبتنا عنده، فإن {عَلَيْهِ} هنا تعني "عنده". نحو قوله تعالى: {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ} أي عندي. وقيل بمعنى (له).
وأما قوله: {يَقْطِينٍ} ففيه أكثر من تأويل:
التأويل الأول: اليقطين كل شجرة لا تقوم على ساق.
فعن سعيد بن جبير: ({وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ}. قال: هو كل شيء ينبت على وجه الأرض ليس له ساق).
قال المبرّد: (يقال لكل شجرة ليس لها ساق يفترش ورقها على الأرض يقطينة نحو الدُّبَّاء والبطيخ والحَنْظل، فإن كان لها ساق يُقلّها فهي شجرة فقط، وإن كانت قائمة أي بعروق تفترش فهي نجمةٌ وجمعها نجم).
وبنحوه روي عن ابن عباس والحسن ومقاتل، قالوا: (كل نبت يمتد ويبسط على الأرض ولا يبقى على استواءٍ وليس له ساق نحو القثاء والبطيخ والقرع والحَنْظَل فهو يقطين).
وقال ابن جرير: (وكل شجرة لا تقوم على ساق كالدُّباء والبِطّيخ والحَنْظَل ونحو ذلكَ فهي عند العرب يقطين).
التأويل الثاني: اليقطين هو النبات الذي ينبت ويموت من عامه.
قال سعيد بن جبير: (هو كل شيء ينبت ثم يموت من عامه، فيدخل في هذا الموز).
التأويل الثالث: اليقطين هو القرع وتسميه العرب الدّباء.
فعن ابن عباس: ({شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} فقالوا عنده القرع، قال: وما يجعلهُ أحق من