الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} [الانفطار: 6 - 8].
أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعِزُّ إزاري، فمن نازعني في شيء منهما عذبته] (?).
ورواه الإمام أحمد عنه بلفظ: [قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار] (?).
ورواه الحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة ولفظه: [قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، فمن نازعني في ردائي قصمته] (?).
وأخرج البزار عن أبي هريرة، وأبو نعيم في الحلية، عن شداد بن أوس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [قال الله تعالى: وعزتي وجلالي، لا أجمع لعبدي أمْنَين ولا خوفين، إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي، وإن هو خافني في الدنيا أمّنته يوم أجمع عبادي] (?).
فمن لاقى الله متكبرًا على طاعته وعبادته فلا أمن له، بل الفزع والخوف والقلق من المهاول يوم القيامة، إذ الأمن هو الإيمان وفي أهل الإيمان، والخوف في الكفر والكبر وفي أهل الكبر.
الثاني: قيل بل المعنى: أي شيء أوهمتموه حتى أشركتم به غيره.
قال القاسمي: (والمعنى: لا يقدّر في وهم ولا ظن ما يصد عن عبادته. لأن استحقاقه للعبادة أظهر من أن يختلج عرق شبهة فيه).
والاستفهام إنكاري في الحالتين، أي المراد إنكار ما يقتضيه الظن، وكلا المعنيين سالك.