وفي الصحيحين عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: [بُعثت أنا والساعة كهاتين] (?) - يعني إصْبعين.
وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا}.
اللعن: الطرد والإبعاد عن الرحمة. قال ابنِ جرير: (يقول تعالى ذكره: إن الله أبعد الكافرين به من كل خير، وأقصاهم عنه {وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا} يقول: وأعدَّ لهم في الآخرة نارًا تتقد وتتسعر ليصليهموها).
وقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}. أي: ماكثين فيها إلى غير نهاية. قال النسفي: (هذا يَرد مذهب الجهمية؛ لأنهم يزعمون أن الجَنَّة والنار تفنيان).
وقوله: {لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}. أي: لا يجدون معينًا ولا مغيثًا ينجيهم من الخلود في عذاب الله أو يخلصهم منه.
وقوله تعالى: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا}.
قال ابن كثير: (أي يسحبون في النار على وجوههم، وتُلوى وجوهُهم على جهنم، يقولون وهم كذلك، يتمنّون أن لو كانوا في الدار الدنيا ممن أطاع الله وأطاع الرسول، كما أخبر عنهم في حال العَرَصات بقوله: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)} [الفرقان: 27 - 29]. وقال تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2]).
قال القرطبي: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ}: وهذا التقليب تغيير ألوانهم بلفح النار، فتسودّ مرّة وتخضرّ أخرى. وإذا بدّلت جلودهم بجلود أخر فحينئذ يتمنون أنهم ما كفروا {يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} أي لم نكفر فننجو من هذا العذاب كما نجا المؤمنون).
وقوله: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا}. قال قتادة: (أي رؤوسنا في الشر والشرك). وقال ابن زيد: (هم رؤوس الأمم الذين أضلوهم).
وقال طاووس: (سادتنا يعني الأشراف، وكبراءنا يعني العلماء) - رواه ابن أبي حاتم.