فقوله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}.

الجلباب: هو الملاءَة التي تلتحف به المرأة فوق ثيابها. قال البغوي في "التفسير": (هو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار).

وقال ابن حزم "3/ 217": (والجلباب في لغة العرب التي خاطبنا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو ما غطّى جميع الجسم لا بعضه) وصححه القرطبي في تفسيره.

وقال ابن كثير "3/ 518": (هو الرداء فوق الخمار، وهو بمنزلة الإزار اليوم).

وقد قيل في تفسيره سبعة أقوال أوردها الحافظ في "الفتح" (1/ 336) وما ذُكِر هو الراجح فيها المنسجم مع كلام العرب وسياق الآية. وبعض العلماء في هذا الزمان يرى أنّ أقرب لباس إليه هو العباءة التي تستعملها اليوم نساء نجد والعراق ونحوهما.

والخلاصة: أَمَرَ الله تعالى نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - أن يأمر زوجاته وبناته - لشرفهن في الأمة - ثم يليهن النساء المؤمنات في الأمر، أن يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميَّزْنَ بحجاب الفطرة والعفاف عن لباس أهل الجاهلية والإماء.

أخرج أبو داود بسند صحيح عن أم سلمة قالت: [لما نزلت: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية] (?).

ورواه عبد الرزاق وعبد بن حميد من حديث أم سلمة بلفظ: [من أكسية سود يلبسنها].

والغربان: جمع غراب، فشبهت الأكسية في سوادها بالغربان.

فأمر الله المرأة إذا خرجت من دارها أن تلتحف فوق ثيابها بالجلباب والملاءَة لأنه أستر لها وأبعد عن أن يصف حجم رأسها وأكتافها، وأشرف لسيرتها. والجلباب يستعمل في الغالب عند الخروج من الدار.

ففي الصحيحين وغيرهما عن أم عطية رضي الله عنها قالت: [أَمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نخرجهن في الفطر والأضحى: العواتق والحيض وذوات الخدور، فأما الحيض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015