أخرج الترمذي وأحمد والنسائي بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: [ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أحَلَّ الله له النساء] (?).
وعن قتادة: ({وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} أي حفيظًا). قال ابن جرير: (يقول: وكان الله على كل شيء ما أحل لك وحرّم عليك، وغير ذلك من الأشياء كلها، حفيظًا لا يعزُب عنه علم شيء من ذلك، ولا يؤوده حفظ ذلك كله).
53 - 54. قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54)}.
في هذه الآياتِ: ورود آية الحجاب، التى تعددت أسباب نزولها واحتاجت إليها الأمة حتى أكرم الله تعالى المسلمين بنزولها، وهي تتضمن كثيرًا من الأحكام الجليلة والآداب الشرعية الرفيعة.
الأحاديث الواردة في أسباب نزولها:
الحديث الأول: أخرج الترمذي بسند صحيح عن أنس بن مالك قال: [تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل بأهله، قال: فصنعت أمي أم سُليم حَيسًا فجعلته في تور فقالت: يا أنس اذهب بهذا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقل له: بعثت بهذا إليك أمِّي وهي تقرؤك السلام وتقول: إن هذا لك منا قليل يا رسول الله، قال: فذهبت به إلى رسول الله فقلت: إن أمي تقرؤك السلام وتقول: إن هذا منا لك قليل، فقال: "ضعه"، ثم قال: "اذهب فادع