طلحة بن عبيد الله] (?). وفي لفظ ابن ماجة: [مرّ طلحة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: شهيد يمشي على وجه الأرض]. ورواه البغوي في "التفسير" بلفظ: [نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى طلحةَ بن عبيد الله فقال: من أحبّ أَنْ ينظر إلى رجل يمشي على وجه الأرض قد قضى نحبه فلينظر إلى هذا].
وقوله: {وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}. قال قتادة: (يقول: ما شكُّوا وما ترددوا في دينهم، ولا استبدلوا به غيره). وقال ابن زيد: (لم يغيروا دينهم كما غيّر المنافقون).
والمقصود: أنهم ثبتوا على الوفاء والصدق، والدين الحق، واستمروا على ما عاهدوا الله عليه، ولم ينقضوه كما نقض المنافقون وأهل الزيغ الذين قالوا: {إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا}. {وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا} [الأحزاب: 15].
وقوله: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ}. قال النسفي: (بوفائهم بالعهد).
وقوله: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ}. أي: إذا لم يتوبوا. قال ابن جرير: (بكفرهم بالله ونفاقهم).
وقوله: {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ}. أي: إذا تابوا، فيخلصهم من نفاقهم ويعينهم على سلوك سبيل الهداية والإيمان. قال قتادة: (يقول: إن شاء أخرجهم من النفاق إلى الإيمان).
وقوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}. أي: إنه تعالى سِتِّير على ذنوب التائبين، رحيم بالتائبين المنيبين أن يعاقبهم بعد صدق توبتهم.
وفى المسند وسنن أبي داود عن يعلى بن أمية، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إنَّ الله تعالى حَيِيٌّ سِتِّير يحب الحياء والسِّتر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر] (?).
وفي سنن ابن ماجة عن ابن عمر قال: [كانَ تُعَدُّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المجلس الواحد مئة مرة من قبل أن يقوم: رب اغفر لي، وتب عليّ، إنك أنتَ التواب الغفور] (?).